الثلاثاء، 9 يونيو 2009

نقص التركيز وكثرة الحركة

نقص التركيز وكثرة الحركة

دبي ـ الإمارات العربية: تشير التقديرات إلى أن 7 في المائة من جميع الأطفال والمراهقين على المستوى العالمي يعانون من اضطراب النقص في التركيز وكثرة الحركة ADHD، مع وجود زيادة بمعدل ثلاثة أضعاف بين الأولاد الذين يتم تشخيصهم مقارنة مع البنات. ورغم عدم وجود أرقام رسمية صادرة عن الدول في منطقة الشرق الأوسط، فإن النقص في التركيز وكثرة الحركة يخضع للبحث في الوقت الحالي، ولا يمكننا حالياً الاعتماد على البيانات المتوافرة نظراً لعدم اتساقها مع معايير التشخيص، ومع ذلك يتعين الارتقاء بمستوى الوعي تجاه هذه المشكلة. ويعتبر اضطراب النقص في التركيز وكثرة الحركة أحد أكثر المتلازمات السلوكية العصبية شيوعاً في الوقت الحالي، وتبدأ الإصابة بهذه المشكلة في فترات الطفولة المبكرة، ويمكن أن تستمر أعراضها حتى سن المراهقة وفي مرحلة سن البلوغ. وإذا كان الطفل مصاباً بهذه المتلازمة، فإنه يعاني من حالة مزمنة من عدم الانتباه والنشاط الحركي القسري أو العدواني أحياناً أو كلا الحالتين، الأمر الذي يؤثر سلباً على أداء الأعمال والوظائف اليومية المعتادة. ومن جهة أخرى يقدر أطباء النفس أن متلازمة النقص في التركيز وكثرة الحركة هي مشكلة شائعة الانتشار على مستوى المنطقة، كما أن الشائعات السائدة تزيد الحالة سوءاً، وبالتالي يكون من الصعب بالنسبة إلى الأطفال وذويهم التعامل معها بالطرق المثلى. ويقول الدكتور عامر سعد الدين، اختصاصي أمراض نفسية في جمعية دبي الطبية: "من أكثر الشائعات ذيوعاً حول الأطفال المصابين باضطراب النقص في التركيز وكثرة الحركة أنه ينظر إليهم على أنهم مثيرو مشاكل وغير مؤدبين إضافة إلى تدني التحصيل الدراسي." وغير أن سعد الدين يضيف قائلاً: "بيد أن ما لا يدركه الناس وأولياء الأمور على وجه الخصوص أن السلوك الذي يصدر عن هؤلاء الأطفال ينبع في الواقع من مشكلة مرضية حقيقية. وبصورة رئيسية فإن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من هذا المرض يتحملون أعباء الجانبين، حيث يتعين عليهم معايشة الآثار السلبية الناجمة عن المتلازمة والإهمال والازدراء الذي يلقونه من الآخرين نتيجة سوء فهم لمشكلتهم." واستناداً إلى استطلاع أجراه الاتحاد العالمي للصحة قبل سنوات قليلة، تبين أن طول المدة اللازمة لتشخيص النقص في التركيز وكثرة الحركة بطريقة مهنية متخصصة تختلف بشكل واسع من منطقة إلى أخرى. وفضلاً عن ذلك فقد كشف الاستطلاع ذاته أن 91 في المائة من المشاركين فيه يشعرون بالتوتر النفسي أو القلق إزاء أطفالهم الذين يعانون من النقص في التركيز وكثرة الحركة، فيما قال 63 في المائة من هؤلاء أن النشاطات العائلية تتعرض للإرباك أو الفشل بسبب سلوك الطفل المصاب بالمتلازمة. وذكر أكثر من نصف الآباء (53 في المائة) أنه يتم استبعاد أطفالهم من النشاطات الاجتماعية، كما أعرب 86 في المائة منهم عن قلقهم إزاء هذا المرض وأنه قد يهدد النجاح الأكاديمي للطفل. واختتم الدكتور سعد الدين حديثه بالقول: "إنه في حال ترك هذه المشكلة من دون علاج، فإن الكثيرين من الأطفال يمكن أن يعانوا من الفشل الأكاديمي فوق المعدل المعتاد، ويمكن أن يتعرضوا للحوادث وإصابات الجروح، ويمكن أن يؤدي ذلك في مرحلة لاحقة إلى صعوبات في الحصول على وظيفة أو إقامة علاقات مع الآخرين. ومن أكثر العلاجات التي ينصح بوصفها للأطفال المصابين أحد العقاقير غير المنبهة أو الحافزة، مثل عقار "ستراتيرا" الذي يوفر الراحة من أعراض المتلازمة لمدة تصل إلى 24 ساعة. وعلى المدى البعيد، تكون أفضل طريقة للتعامل مع النقص في التركيز وكثرة الحركة من خلال علاقة التعاون بين الطفل والأسرة والمسؤولين في المدرسة والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق