الخميس، 18 يونيو 2009

صراع البرتقالة مع الورد

صراع البرتقالة مع الورد

سمعت الورود ماتردده البرتقاله بينها وبين نفسها من اعجاب بذاتها وحرص من في البستان على كسب ودها

فاستشاطت تلك الورود غضبا وقالت احداهن يجب ان تعلمي ايتها البرتقاله بعدم وجود شيء لديك جميل لنغار منه او نحسدك عليه فان كنتي تقصدين هذه الاغنيه الجوفاء فلقد غنى باسمنا اعذب واطرب وآصل صوت مر على الامه العربيه قاطبه وهي ام كلثوم حين انشدت فاجادت واطربت فقالت الورد جميل الورد الورد شوف الزهور واتعلم شوف شوف كما ان عبد الوهاب انشد واطربنا ورفع من اسهمنا فوق ماكانت مرتفعه حين قال ياورد من يشتريك وغنى لنا رابح صقرالورود وغنى لنا المطرب الصاعد عباس ابراهيم الورد فماذا بعد كل هذا ايتها البرتقاله الحمقى المغروره واللي عمرها ماشافت خيرصدق الشاعر اللي قال لكل داء دواء يستطب به الا الحماقه اعيت من يداويها

استرسلت الورده بالهجوم على البرتقاله فقالت على ماذا نحسدك على شذا عطرك الذي يصول ويجول في هذا البستان كما نرشه نحن الورود كل يوم يمنة ويسره بدون حساب كرما منا ام على ماذا الا تعلمي ان للورود اصنافا وانواعا والوانا واننا مع هذه الالفيه الجديده اصبحنا نسيطر على جميع المناسبات وندخل في جميع مركبات العطور وان الجميع اصبح يشتاق الينا حتى غير الرومانسيين وان ماحصل هذه الايام من ترديد لبعض الجهله لتلك الاغنيه ولاسمك لا يعدو ان تكون سحابة صيف ماتلبث ان تنقشع ثم يرجع كل شيء الى مجراه الطبيعي

صرخت البرتقاله وقالت كفى كفى لم اكن اتوقع يوما ان اجد وردة تجرح ولكنها الايام لانعلم ماتخبيء لنا لقد صدقت ياعبد المجيد عبد الله حين غنيت ياورد من علمك تجرح نعم من علم الورود ان تجرح وتحقد وتحسد على مااعطى الله البرتقالات من جمال وفتنه وحب الغير لها ولكنه الحسد فما اعدله بدأ بصاحبه فقتله

اطرقت البرتقاله راسها بكل اسى وقالت متمتمه فيما مضى كنا نشارك الورود افراحهن ونبارك لهن حب الكثير لهن واليوم يحقدن علينا تلك الورود اي حقد الا تعلم الورود ان هذه سنة الله بخلقه وانها لو دامت لغير لما اتت اليك وانها تلك الايام ندوالها بين الخلق وان من سره زمن ساءته ازمانا وان لكل زمان دوله وبرتقال آه ثم أه ثم وجعاه لكل ورده تجرح

قالت الورود بصوت واحد على ماذا تتاههين ووتتوجعين ونحن لم نقصد الا خير ولم نأمر الا بخير فهل يعجبك حالنا بهذا البستان وما وصلنا اليه من ذل وهوان الم تشاهدي بام عينك ان جميع من بالحقل ترك عمله وجاء ليشاهد انحناءاتك وتمايلك وتغنجك واغراءاتك الاترين اننا ضيعنا الكثير من الوقت وتركنا عدونا المشترك خارج هذا البستان يتربص بنا

نهضت البرتقاله فجأه وقالت انا فقط الذي ارقص وانت ماذا كنتي ليلة البارحه تفعلين عندما هبت عليك نسمة ذالك العليل الم تكوني تتمايلين و تتراقصين امام القريب والبعيد بسبب وبدون سبب احلال عليك وحرام علينا اي دين هذا يحل لك ما يحرم علينا

صاحت احدى الورود وقالت ماذا تقولين ايتها البرتقاله الغبيه اتتكلمين عن تراقصنا الا تعلمين اننا حين نتراقص فهذا التراقص خارج عن الاراده وذالك لكون اغصاننا غضه ورقيقه وشفافه و وزن كل منا خفيف فيتمايل بنا الهواء شمال ويمين اما انت فكبيرة الوزن وقويةالغصن ومتينة الجذع وتستطيعين ان تتحكمي بوزنك هذا ان تركتي جنون العظمه

غضبت البرتقاله وقالت ماذا تقصدين بان بجنون العظمه هل انا مجنونه الم تقولي قبل قليل ايتها الورده ان مايحصل لك من تراقص وتمايل انما هو رغما عنك اذا انتي المجنونه وانتي التي مرفوعا عنك القلم وانتي المسلوبه الاراده وليت الامر بالتراقص والتمايل فقط ولكن حتى عطرك ترشينه على الجميع ملك مشاع دون استثناء ليس طيبا منك بل رغما عنك فمن هو المجنون

عندما احتدم الجدال وليقين الورود ان الغلبه ستكون للبرتقال لو حدث نزال اقترحت احدى الورود الاحتكام الى التفاحه ذهبا سويا فشرحا للتفاحه موضوع الخلاف ابتسمت التفاحه وقالت يجب ان تعلما ان الله لم يخلق احدا عبثا وان كل منا يؤدي دوره بالحياة سواء كان هذا الشيء شجرا او بشرا صخرا او نهرا طيرا او حجرا الا تعلموا ان كل شيء خلقه الله بقدر ويجب ان تعلموا ان الله جل في علاه قادر ان يجعل جميع الخليقه على دين واحد ومذهب واحد ومشرب واحد وماكل واحد ولون واحد ولجعل كل ماخلق مهتدين ولكنه عدد وعدد وشكل ونوع لحكمة لايعلمها الا هو فلماذا الاقصاء ولماذا التشنج ولماذ لايحاول كل من ان يقول ماعنده باريحيه وحب نختلف نتفق فلكل منا ذوقه ولكل منا رأيه ولكن يجب بالضروره على كل منا احترام الآخر

فجأه سمع الجميع صوت قريباليس بالغريب التفت الجميع الى ذالك الصوت فاذ هي الباذنجانه تتمخطر وكان الله لم يخلق احد بجمالها فقالت الباذنجانه لقد سمعت كل ماتفوهتم وازعجني ايما ازعاج حيث لم يرد جمالي على لسان اي منكم فكان من الضروري تنبيهكم واعلامكم انني اجمل ماخلق الله في هذا البستان وان فنان العرب محمد عبده وطارق عبد الحكيم لم يتغنى بي عبثا حين قالا اسمر عبير زي القمر وكذالك حين غنت عتاب يا الاسمرانيه

قالت التفاحه للباذنجانه مازحه نعم نعم انتي ابيض من القشطه وانعم من الزبده حينها ضحك وقهقه الجميع وايقن كل منهما ان كلن بعقله راضي ولكن بماقسم الله من ارزاق لمخلوقاته هناك حديث آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق