الأربعاء، 17 يونيو 2009

العنف في وسائل الاتصال المرئية وعلاقته بجنوح الاحداث مقدمة من قبل : وعد ابراهيم خليل الامير نوقشت هذه الاطروحة في جامعة بغداد / كلية الاداب / قسم ع

العنف في وسائل الاتصال المرئية وعلاقته بجنوح الاحداث

مقدمة من قبل :

وعد ابراهيم خليل الامير

نوقشت هذه الاطروحة في جامعة بغداد / كلية الاداب / قسم علم الاجتماع

بتاريخ 6/11/2003

عنيت الدراسة بالتعرف على طبيعة العلاقة بين العنف المعروض في وسائل الاتصال وجنوح الاحداث من خلال مقابلة عينة من الاحداث الجانحين المودعين في دار اصلاح الاحداث في بغداد ، وتكونت العينة من (300) حدث منهم (150) حدثاً مرتكباً لجنح عنيفة و(150) حدثاً مرتكباً لجنح غير عنيفة .

وابتدأت الدراسة بالمشاكل التي تواجه دراسة موضوع العنف في وسائل الاتصال وحددتها ثلاث محاور هي : مشكلة المصطلح (عنف – عدوان) ومشكلة المنهج ومشكلة التاثير ، ثم استعرضت ابرز تفسيرات (عنف االاتصال) ونماذج مختارة من التفسيرات الاجتماعية للجنوح تحاول تقريب وتفسير صور الجنوح في العراق ، ثم تناولت الدراسة اهم عوامل الجنوح الاجتماعية وارتباطها بموضوع العنف .

وفي الجانب الميداني استعملت الدراسة منهج تحليل المضمون للتأكد من احدى فرضياتها التي تقول ان العنف مرتفع في وسائل الاتصال المرئية (تلفزيون – فيديو – سينما – العاب كمبيوتر) والتي تم اثباتها عندما ظهر ارتفاع واضح في نسب العنف المعروض في هذه الوسائل ، واستعملت الدراسة اسلوب استمارة المقابلة مع افراد العينة للحصول على معلومات تخص المحاور الرئيسية للاستمارة التي ركزت على اركان العلاقة بين الاحداث والعنف في وسائل الاتصال المرئية ، فضلا عن المعلومات التي تتعلق بالحدث وجنحته فتناولت الاستمارة (الركن الاول) المؤثر في العلاقة وهو ابرز العوامل الاجتماعية التي تؤثر في الحدث وجنوحه (تفكك اسري – جماعة الاصدقاء – تسرب دراسي – عمل مبكر) وارتباط هذه العوامل بالعنف ومشاهدته في وسائل الاتصال المرئية ، وتبين بان هناك اسهاماً واضحاً لعاملي التسرب الدراسي والعمل المبكر اللذين ارتفعت نسبتهما قياسا بالعاملين الاخرين ، أذ كان (88%) من الاحداث يعملون و(82%) منهم متسربون دراسيا وانتقلت الدراسة الى الركن الثاني في العلاقة وهو (حجم المشاهدة وطبيعتها) وتبين ارتفاع في ساعات المشاهدة التي يقضيها الاحداث امام وسائل الاتصال المرئية ، وكان الحجم الاكبر في هذه المشاهدة للافلام والبرامج والالعاب ذات الطابع العنيف والتي احتلت المراتب الاولى في تفضيلات الاحداث للمشاهدة واللعب .

هذا الارتفاع في حجم المشاهدة ونوعيتها خلف نوعاً من العلاقة الودية الوجدانية مع (ابطال) هذه الافلام والالعاب الذين اصبحوا نماذج محببة ومقربة للاحداث ، واصبحوا كاصدقاء وجدانيين لهم ويظهر ذلك من خلال تعلقهم بهذه الشخصيات وحبهم لها وحديثهم عنها وعن اخبارها وتقليدهم لها والشعور بالفخر والسعادة عندما يشبه الحدث باحد (ابطال) الافلام والالعاب الذي يظهر حبه له من خلال تطبيق احد مظاهر سلوكه العنيف في بعض المواقف التي تواجه ، كما ان هذه العلاقة بين (الحدث والبطل) تنمو وتتطور ويزداد عمق تاثيرها باستمرار تعرض الحدث لمشاهد العنف الذي يقدمه بطله المفضل وبتكرار هذه الشخصية في بعض الالعاب الكمبيوترية (العنيفة) التي يمارسها الحدث وعندها تدخل في مرحلة من مراحل تطبيق السلوك العنيف .

ويمكن ملاحظة انعكاس العنف المشاهد في وسائل الاتصال على سلوك الحدث ومشاعره فيما يأتي :

اشارت الدراسة الى انعكاس (العنف الاتصالي) على بروز سلوك ومشاعر تتسم بالعنف من الاحداث ، وظهر ذلك من خلال الفروقات في اجابات الاحداث المرتكبين لجنح عنيفة عن الاحداث المرتكبين للجنح الغير عنيفة .

مظاهر الانعكاس على سلوك الاحداث ظهرت في :

زيادة في المشاجرات واستعمال الشتائم ، الاندفاع في مشاهدة الافلام الجنسية ، ممارسة الالعاب العنيفة ، زيادة مناقشة افلام العنف وتفضيلها ، تقليد ابطال افلام والعاب العنف ، زيادة اللعب بالالعاب الكمبيوترية العنيفة .

وعلى صعيد انعكاسها على مشاعر الاحداث فقد ظهرت في :

زيادة الشعور بالفخر عندما يشبه بالبطل العنيف ، الوقوف الى جانب البطل المجرم في الافلام، الانزعاج من قطع اللقطات المثيرة ، الشعور بالحقد والكراهية عند الخسارة بالالعاب، اعتبار الضرب مظهراً للرجولة واخيرا تنبه الدراسة الى اهمية التفاعل بين العوامل الاجتماعية والنفسية للحدث والعنف المتزايد الذي يشاهده في حياته اليومية وفي وسائل الاتصال المرئية التي هي احدى المرايا التي تعكس واقع هذه الحياة ، وان الضغوط التي تمارس على الحدث نتيجة المشاكل والصعوبات التي يواجهها تدفعه الى ترجيح كفة استعمال العنف الذي تقدمه وسائل الاتصال على انه سلوك اعتيادي مقبول وطريقة من طرائق مواجهة المشاكل وتحقيق الاهداف وبالتالي تزداد احتمالية ارتكابه للسلوك الجانح .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق