الخميس، 18 يونيو 2009

ابن سينا يستعين بالورد لمعالجة الأمراض

ابن سينا يستعين بالورد لمعالجة الأمراض

بدأ اسبوع مفاجآت الزهور.. وتزينت دبي بأجمل الباقات: الشوارع، مراكز التسوق، الواجهات.. كلها تتنافس لتسعد المقيمين والزوار بمنظر يريح العين ويسعد النفس.

لكن المنافسة بين الزهور شأن آخر، فالورد يتباهى بجماله، و القرنفل بأوراقه المطرزة، والليلك بلونه البهي، والتوليب بأناقته والجاردينيا برائحتها والفل بازراره التي تزين الاعناق.

من أين أتت هذه الزهور، وهل هي فقط للزينة أم انها تساهم ايضا في معالجة بعض الحالات المزعجة؟ دعونا نقوم بجولة في الحقول، وفي التاريخ وعادات الشعوب.. لقد سبقنا الشعراء والمؤرخون والرسامون، ولا يجوز أن نتأخر عن اثراء معلوماتنا بما كتبوه ولونوه وزينوا به المكتبات والجدران والمتاحف.

أميرة الزهور من دون منازع.. اسطورة الحدائق والبساتين.. ملكة النباتات التي تتوج كل صباح على انغام زقزقة العصافير في سمفونية تتجدد مع طراوة الندى وتتألق عند المغيب.

في أوراقها تخبئ أسرارها.. وتكشفها لمن يرعاها ويرويها.. في الأعراس هي العروس، وفي المختبرات هي الطبيب.. الوانها لا تحصى ولا تعد، روائحها تألقت في زجاجات من العطر الثمين، وفي كثير من الأحيان استبدلوا بها الاحجار الكريمة على تيجان الرؤوس.

تغنى بها الشعراء وخصص الرسامون لألوانها أجمل اللوحات.. ملوك العصور الغابرة حملوها معهم في قبورهم، وبقيت باقات الورد تحتفظ بعطرها ورونقها في نعش توت عنخ آمون وكأنها قطفت في الأمس: لقد ارادت زوجته ان تعبر لها عن صدق عاطفتها تجاهه فوجدت في الورد أجمل لغة تخاطبه به وهو في رحلته الأبدية.

لكن عالمها ليس للشعراء فقط، فقد الهمت علماء النبات والكيمياء واطباء الماضي والحاضر. فقد ذكر الطبيب العربي ابن سينا انه عالج الكثير من حالات بصق الدم بمربى الورد. وفي البرتغال تم شفاء زوجة نائب الملك من داء السل بعلاج استمر سبعة أشهر بمربى الورد، حتى انها ازدادت جمالا بعد ان شفيت.

ينفرد الشرق بأجمل أنواع الورد، وعلى شواطئ المتوسط تنمو أجمل الاصناف. من هنا حملها تيبو دو شامبان وروبرت دي بري وزرعاها في شمال فرنسا، لكن الاطباء اليونانيين كانوا قد ادركوا فوائدها ولطالما وصفوها كمنشط فعال، وكانت الرومانيات تستخدمن بودرة الورد المطحون بعد الحمام، ويمسحن بزيت الورد جفونهن، ويتناولن بعض الحبات المصنوعة من اوراقها للمحافظة على رائحة فم منعشة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق