جدل حول اجراءات الحماية من انفلونزا الخنازير على المنافذ الحدودية
تحقيقات
قادمون عبر المطار : "الإجراءات شكلية" ، وأحد العاملين يكشف "وضعنا الكمامات أمام التصوير التلفزيوني فقط"
مصدر طبي في المطار:"الإجراءات عديدة و تنفذ بدقة"
اتخذت الحكومة قرارات وطبقت اجراءات محددة في مواجهة انتشار مرض اتفلونزا الخنازير ،
حيث منعت استيراد او ادخال أي مواد حاوية على لحوم الخنزير ، كما تم الاعلان عن اجراءات "لدعم المراكز الصحية الحدودية الجوية والبرية والبحرية بفرق طبية مزودة بتجهيزات وأدوات مناسبة".
ولهذه الاجراءات ما يبررها ، فرغم النفي المتكرر على لسان المصادر المسؤولة لوجود اي اصابة في سوريا، فان ارتفاع عدد الاصابات في العالم ليصل الى 9000 اصابة تقريبا في 36 بلدا ووفاة اكثر من 70 شخصا يجعل من هذه الاجراءات ضرورية وذات اهمية وخاصة انه تم الاعلان عن وجود اصابات بالفيروس في الامارات وفي لبنان " الشقيق".
إجراءات نظرية غير دقيقةالواصلون الى الاراضي السورية والذين التقيناهم في مطار دمشق الدولي نقلوا لنا صورة لا تطابق التشدد النظري الذي تم الاعلان عنه ، فقد أكدت الدكتورة هالة مفتي القادمة من القاهرة أن :"الإجراءات الخاصة بفحص الوافدين إلى سوريا هي إجراءات شكلية اقتصرت على سؤال وجواب فقط ، و الكثير من المسافرين لم يتم سؤالهم حتى هذه الأسئلة الشكلية"
وأضافت المفتي :"تم أخذ بعض البيانات دون الأخذ بعين الاعتبار أن الشخص بإمكانه أن لا يجيب الجواب الصحيح ، أو من الممكن أن لا يذكر هذه التفاصيل فيكون جوابه غير دقيق"وتابعت :"هذه الأمور غير كافية لمواجهة مثل هذا الوباء من خلال الكشف المبكر عنه".
وفي السياق ذاته قال محمود إسماعيل محمود ، و هو دكتور في الرياضيات :" كل الإجراءات في الداخل اقتصرت على توزيع ثلاث ورقات ، ملأت إحداها فقط واهملت البقية ، و هذا غير كافٍ لكشف حالات الإصابة بأنفلونزا الخنزير".
الاجراءات غير كافية ولاتوفر الحماية وعبر سمير كبريتي عن"قلقه الشديد حيال هذه الإجراءات المتبعة كونها غير قادرة على حمايته أو حماية أفراد عائلته ، حيث اقتصرت تلك الإجراءات على وضع رقم هاتف للطوارئ في حال شك الشخص بأعراض تنتابه أو ما شابه".وقال كبريتي "لم يسألوني أي سؤال يذكر ، حتى أن هناك أوراق يتم توزيعها بشكل عشوائي ، و أنا لم أملأ أي استمارة أو ورقة عن حالتي الصحية أو إن كنت أشكو من أي عارض مرضي، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم وجود الكاميرات الحرارية التي رأيتها في مطارات عربية أخرى ، و تقوم الكاميرا الحرارية على قياس درجات حرارة المارة ورصد اي ارتفاع عن درجة الحرارة الطبيعية.
وأضاف كبريتي :"مررت على السوق الحرة قبل ان امر في بوابة الدخول ، و التفتيش و لم يكن أحد مرتدياً للكمامة ، الشخص الوحيد الذي يرتديها هو ضابط الجمارك!"
الكادر الطبي في المطار:"يتم توزيع الكمامات مجاناً ، و الكل يضعها"في المقابل اكد محمد الكفري، الطبيب المناوب في مطار دمشق بانه " تم تعيين عدد من الأطباء الجدد بعد إعلان حالة الاستنفار الصحي ، بالإضافة إلى الكادر الطبي الموجود بشكل دائم في المطار ، متضمنا المخبر و الممرضات " .
وأن الإجراءات التي يتم اتباعها مع القادمين قال الكفري : " يتم الاستفسار عن البلدان الذي كان فيها المسافر ، و الفترة التي قضاها هناك ، و معرفة حقيقة هذه البلاد و إصابتها بالفيروس "وتابع الطبيب المناوب :" يتم توزيع استمارات ، يبقى نصفها مع المسافر و النصف الآخر معنا ، و النصف الذي مع المسافرعليه تعليمات تشير بالاتصال على أرقام الطوارئ الموجودة في حال واجه أي مشكلة تنفسية"وأضاف :" كل شخص تتوفر فيه إحدى الأعراض السريرية ( ارتفاع حرارة – زلة تنفسية – سعال) يتم تحويله إلى الفحوص المخبرية ، و حتى الآن لم يتم ضبط أي حالة ، و كافة الحالات التي شككنا بها كانت سلبية"و حدث الكفري عن"الكمامات و أنه تم توزيعها مجاناً و الكل يرتدونها ، و هم يقدمونها لكل من يطلبها بالمجان، كما يعملون حاليا على استقدام جهاز كشف حراري للاستعاضة عن الجهاز الأذني المستخدم الآن للكشف عن الحرارة"وأشار إلى أنه " تقوم وزارة الصحة بمتابعة كل من دخل إلى البلد من خلال التواصل معه هاتفيا في مكان إقامته أو من خلال رقمه الخاص".
"لبسنا الكمامات امام التلفزيون فقط"و حول اجراءات الوقاية هذه قال أحد الطيارين الواصلين و الذي يرتدي كمامة على وجهه:"الكمامة مدتها أربع ساعات ، و بعد هذا الوقت تصبح غير قادرة على الوقاية و لا الحماية من الفيروس"و تكلم الطيار عن" التنبيه الوحيد الموجه إلى القادمين ، و الذي يتجلى في لافتة تدعو كل من يشعر بالحرارة إلى الاتصال على رقم محدد"
وأشار الطيار الذي رفض الإفصاح عن إسمه إلى"ضرورة وضع جهاز كشف حراري ، و توزيع الكمامات بشكل دوري و مجاني ، علماً أن وزارة الصحة قامت بتوزيع الكمامات مرة واحدة فقط!"وفي السياق ذاته قال مصدر آخر رفض الكشف عن أسمه و هو يعمل في مطار دمشق :" بالأمس جاء التلفزيون السوري للتصوير هنا ، و لبسنا الكمامات فقط عندما كانت الكاميرات تصور ، و فيما غير ذلك لم نرتدي الكمامات".
وزارة الصحة : المتابعة فقط للحالات المشتبه فيهاوحول اليات الفحص والمتابعة أوضح مدير مديرية الأمراض البيئية و المزمنة في وزارة الصحة هاني اللحام وضح لسيريانيوز آليات الفحص والمتاعبة قائلا "التأكيد في الفحص و الإجراءات كان فقط على الأشخاص القادمين من البلاد التي تم تسجيل حالات إصابة فيها ، كما اعتمدنا على سؤال قائد الطائرة عن وجود حالات اشتباه ، و يتم أخذ هذه الحالات فقط إلى الفحص"
وأشار إلى انه يتم متابعة كل الحالات للقادمين من بلدان ظهرت فيها حالات الإصابة بأنفلونزا الخنزير و كشف بانه :"تمت متابعة إحدى السائحات القادمات من كندا على مدار 21 يوم ولم تكن مصابة" واوضح اللحام بانه "الذين يقومون بالمتابعة هم ذات الفريق الذي تواجد خلال أزمة أنفلونزا الطيور ، و قد تم تفعيلهم الآن"
و قال اللحام عن الكمامات و عدم الالتزام بارتدائها :" نحن راضون عن إجراءات المتابعة و الترصد ، أما إجراءات الوقاية من كمامات و غيره فهي قد تكون سيئة ".واضاف :"ربما يجدون صعوبة في ارتدائها ، لكننا سنعمل على متابعة الموضوع من خلال مديرية صحة دمشق" .
لارا علي - سيريانيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق