الثلاثاء، 16 يونيو 2009

ما هو الشعور بالنقص ؟ أسبابه

ما هو الشعور بالنقص ؟ أسبابه

ما هو الشعور بالنقص ؟ أسبابه
هو آفة نفسية ما أشد ضررها وأشر نتائجها... إذ يجعل الإنسان غير قادر على العمل بثقة، أو إحراز أي تقدم أو نجـاح في الحياة، أو تكوين علاقات سويّة مع الآخرين.. لأنَّه يشعر في قرارة نفسه أنَّه أقل الناس، وليس لديه من المواهب ما يؤهله للنجاح أو يدفعه للأمام! وأنَّ في داخله صوتاً مُدوّياً يُسلّط كل انتباهه على سلبياته وضعفاته، أمَّا مواهبه فلا ينظر إليها، ولأنَّه يعتقد أنَّه ليس صالحاً، فهو لذلك يقوم بعرض أسماء لأشخاص، عندما يُكلّف بعمل ما، ويطلب أن توكّل إليهم كل المهام الهامة لأنَّه سوف يفشل إن قام بها!

أسباب الشعور النقص

التنشئة الخاطئة
لقد أصبح من مُسلّمات علم النفس أنَّ مرحلة الطفولة هى أهم مراحل النمو، وتُعد أكثر خطورة من مرحلة المراهقة، لأنّ فيها تتشكّل الأجهزة النفسية، والقيم والمبادىء الأخلاقية، التي تؤثر على الضمير. ولكن رغم أهمية هذه المرحلة، إلاّ أنَّ كثيرين يتعاملون مع طفلهم كما لو كانوا دُمية يلهون بها، أو شيء يملكونه، أو أداة من خلالها ينفّثون عن غضبهم..!! وكثيراً ما يحاولون إخضاعه لأوامرهم وقراراتهم.. دون أدنى حوار معه، ولا تحسّب لرأيه، وهم بذلك يزرعون بذور العقدة في أعماقه!
يجب أن يعرف الآباء أنّ الطفل له كيانه الخاص، شأنه شأن الكبار، فهو يريد أن ينمو لا بالأوامر المُطلقة، الصارمة، إنَّما بالحُب والإقناع والقدوة الحسنة.. فالطفل مُقلّد أكثر منه مُفكّر، فإن أردت أن تُعلّمه كيف ينفخ في البالون، لا تُعطه لائحة تعليمات وتطلب منه استيعابها، يكفي أن تنفخ البالون أمامه وتفرّغه من الهواء، ثم تطلب منه أن يقوم بنفس العمل..

الضغوط الاقتصادية
وفى حالات كثيرة يشعر المرء بالمذلة، بسبب معاناة الأُسرة الخانقة من ضيقة مالية، فيلجأ إلى الآخرين محاولاً جذب عطفهم لسد احتياجاته، فيتولّد عن ذلك شعور بأنَّه أقل منهم.. وقد يدفعه هذا الشعور- إن لم يكن متديناً - إلى الانتقام من الأغنياء !! وما أكثر حالات الحرمان التي بسببها قد تحوّل أُناس إلى شخصيات سيكوباتية (ضد المجتمع)، فسرقوا وقتلوا ودمّروا..!!

لعاهات الجسديّة
أمَّا العاهات الجسديّة فهى تقف حجر عثرة، في علاقات المُصاب بها وغيره من الناس، يكفي شعوره بأنَّه لا يتساوى مع الآخرين في هذا العضو أو ذاك.. وهل نُنكر ما يُعانيه ذوو العاهات من سخريّة أثناء الطفولة، فقد يهزأ الأطفال بطفل لبشرته السمراء أو لسانه الثقيل أو شعره الأجعد، أو لأنَّه أعرج.. فينشأ عن ذلك شعوراً بالنقص، لأنَّ لدى الأطفال حساسية شديدة، تجعلهم يتأثرون برأي الآخرين فيهم.

الخطية
إنَّ الخطية هى أكبر حاجز يقف بين الإنسان والله، بل بين الإنسان وذاته! لأنَّ الشهوة ما أن تتحقق فسرعان ما يتملّك على الخاطيء شعور بخيبة أمل، فما من إنسان جري وراء الخطية إلاَّ وعاد وهو يحمل مرارة الحزن والقلق والفراغ.. وهذا الشعور يقود إلى الشعور بالنقص خاصة عندما يسأل نفسه: ماذا رَبِحت وماذا خَسِرت من خطيتي هذه؟!

عدم معرفة قدرات النفس
إنَّ الشخص السويّ لا يضع لنفسه أهدافاً مستحيلة التحقيق، بل هو يُحدد أهدافاً تتناسب مع إمكاناته، لأنَّ الحكمة تتطلب ألاَّ يجلس الفرد في أبراج عالية من الوهم أو الخيال، إنَّه يريد ما يستطيع، ويستطيع ما يريد، وهو بذلك يشعر بلذة النجاح وتحقيق الذات، وكما قال سليمان الحكيم: " لاَشَيْءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَفْرَحَ الإِنْسَانُ بِأَعْمَالِهِ لأَنَّ ذَلِكَ نَصِيبَهُ " (جا2:3)، فالواقعية هنا تعني: عدم المبالغة في تقدير الذات.

التفكير الخاطيء
من الشائع بين البشر التفوه بعبارات مألوفة تُقلل من قيمتهم! مثل من يقول عن نفسه: " لا أحد يُحِبني " ! " أنا لا أصلح لشيء " ! " أنا مكروه من الكل " ! " الجميع لا يُريدونني هنا " !!
وتظهر خطورة التفكير الخاطيء بوضوح، عندما نرى أشخاصاً ناجحين حققوا إنجازات كبيرة، ومع ذلك تنتابهم الشكوك من جهة إمكاناتهم وكفاءاتهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق